التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الطريق إلى 2022: نظرة على قطاع السياحة القطري بين الماضي والحاضر

الأخبار

بالتزامن مع المباراة النهائية لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ واختتام احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر، تلقي قطر للسياحة فيما يلي نظرةً تأملية تستعرض خلالها أقدم معالم قطر ووجهاتها وأحدث الإضافات التي شهدها القطاع السياحي مؤخراً، وذلك تقديراً لكل ما حققته قطر داخل الملاعب وخارجها.

الطريق إلى 2022: نظرة على قطاع السياحة القطري بين الماضي والحاضر

بالرغم من بداياتها البسيطة واعتماد اقتصادها فيما مضى على صيد اللؤلؤ، تمضي قطر اليوم بخطى ثابتة نحو المستقبل وتحقيق رؤيتها الوطنية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني القطري. ولذلك أصبحت قطر اليوم تحظى بمكانة رائدة على خارطة السياحة العالمية، ويُتوقع أن تصبح الوجهة السياحية الأسرع نمواً في المنطقة بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من تمسكها بتراثها الحضاري وثقافتها الغنية، فقد شهدت قطر نمواً اقتصادياً غير مسبوق على مدار العقود القليلة الماضية، حيث حققت العديد من الإنجازات ومشاريع البنية التحتية الكبرى التي انبثقت من قلب الصحراء حتى أصبحت تضم أفخم الفنادق العالمية والأبراج الشاهقة التي ترسم حالياً الأفق الفريد الذي تتميز به مدينة الدوحة.

وفي إطار استعدادها لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، دشنت قطر برنامجاً مذهلاً لإنشاء مجموعة كبيرة من الفنادق الجديدة والشواطئ العامة ومراكز التسوق خلال السنوات الأخيرة، مما أحدث طفرةً هائلة في مشهد الترفيه والضيافة الذي لم يعد يمكن التعرف عليه قياساً بالعدد القليل من الفنادق ومراكز التسوق الأولى التي ظلت على مدى عقود تمثل أبرز معالم خريطة الترفيه والضيافة في قطر.

واحتفالاً بمسيرة البلاد بداية من أول مركز تسوق يقام بها وصولا إلى استضافة أكبر بطولة رياضية في العالم، تلقي قطر للسياحة نظرة تأملية تستعرض بعض الوجهات الترفيهية الأولى التي تم تدشينها في البلاد، مثل الفنادق والمتاحف والحدائق وكيف تطورت حتى يومنا هذا.

وقالت هيا النعيمي، رئيس قسم الترويج في قطر للسياحة: "لقد حققت قطر مسيرة بناء مذهلة على مدى العقود القليلة الماضية. فقد بدأت بحفنة صغيرة من الفنادق ذات الخمس نجوم في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وأصبحت اليوم تزخر بخيارات لا حصر لها تمتد عبر طول البلاد وعرضها. وبفضل مرافقها العصرية عالمية المستوى والبيئة الآمنة والأنشطة والفعاليات الملائمة للعائلة، أصبحت قطر خيارًا مثاليًا للسياح من جميع الفئات، وأصبحت مهيأة تماماً لتحقيق هدفها المتمثل في استقبال ستة ملايين زائر سنوياً بحلول عام 2030."

 

الفندق الأول

سابقاً: فندق الخليج (1973)   

منذ ما يقرب من خمسين عاماً، فتح أول فندق 5 نجوم في قطر أبوابه أمام الجمهور. وقد جعلت الهندسة المعمارية الفريدة والقاسية من فندق الخليج أحد أبرز المباني التي يمكن التعرف عليها بسهولة في الدوحة، كما أصبح هذا الطراز بمثابة المعيار لتشييد الفنادق في البلاد، والتي سوف تشهد توسعاً هائلاً وبوتيرة مذهلة على مدار العقود التالية.

حالياً: فندق ريكسوس الخليج الدوحة (2022)

وفي العام 2022 تم افتتاح فندق ريكسوس الخليج الدوحة، وهو أول منتجع فاخر وشامل كليًا في قطر ويقع داخل مبنى فندق الخليج الأصلي. يقدم هذا المنتجع الشاطئي الجديد والمميّز، إعادة تصور لشقيقه الأكبر، ويضم مرافق متطورة وإطلالة رائعة على أفق الدوحة.

 

المتحف الأول

سابقاً: متحف قطر الوطني  (1975)

حظيت المتاحف في قطر بشهرة عالمية كبيرة وذلك لاستعانتها بأحدث ما توصل إليه علم المتاحف داخل متاحفها، وتمت مراعاة هذه المعايير بشكل كبير حينما افتتح متحف قطر الوطني في عام 1975 الذي أصبح فيما بعد مع تصميمه الجيد بمثابة أهزوجة تتغنى بتراث البلاد وثقافتها. واليوم، تم تجديد المبنى الذي يستلهم تصميمه من وردة الصحراء وأصبح يمثل إضافة مذهلة إلى أفق الدوحة.

حالياً: متحف قطر الأولمبي والرياضي  3-2-1 (2022)

منذ العام 1975، زاد عدد المتاحف في قطر بوتيرة سريعة. ويعتبر متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1 الرائع هو أحدث هذه الإضافات، ويمثل مركزاً دولياً وممتعاً يرصد تاريخ الرياضة والمعرفة وقد تم إطلاقه في وقت سابق من هذا العام. كما تم الإعلان عن ثلاثة متاحف جديدة، هي "مطاحن الفن" ومتحف لوسيل ومتحف قطر للسيارات والتي من المقرر اكتمالها بحلول العام 2030.

 

الجامعة الأولى

سابقاً: جامعة قطر  (1977)

 

فتحت أول مؤسسة للتعليم العالي في قطر أبوابها للطلاب في العام 1977، حيث دشنت بذلك المسيرة الأكاديمية في البلاد. وينصب تركيز جامعة قطر على إجراء البحوث الأكاديمية فيما تقدم مجموعة كبيرة من البرامج والدرجات التعليمية في قطر تشمل البكالوريوس والماجستير في إحدى عشرة كلية تحت مظلتها.  

حالياً: المدينة التعليمية  (2022)

منذ سبعينيات القرن الماضي، ضخت قطر استثمارات كبيرة من أجل بناء وتطوير اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة. وتحتضن المدينة التعليمية التي تمثل مبادرة رائدة لمؤسسة قطر، وتمتد على مساحة قدرها 12 كيلومتراً مربعاً، مجموعة فروع لجامعات عالمية مرموقة ومراكز بحثية متطورة ومعاهد أكاديمية قطرية. 

أول حديقة عامة

سابقاً: حديقة المنتزه  (1980)

 

تتميز حديقة روضة الخيل بكونها من أقدم الحدائق في قطر ولها مكانة مميزة لدى الكثير من المواطنين والمقيمين منذ عشرات السنين . تم تطوير المتنزه لتصبح حديقة روضة الخيل (2022) اليوم. وبفضل مساحتها الخضراء ومرافقها المتنوعة الترفيهية والرياضية المحببة للزوار ومناطق الألعاب للأطفال، أصبحت حديقة روضة الخيل وجهة جمالية وخلابة بين العائلات للتنزه والاسترخاء في الصباح.

حالياً: مشروع رائد لتجميل الطرق والحدائق العامة (منذ 2019)

منذ عام 2019، شهد مشروع تجميل الطرق والحدائق العامة التابع لأشغال أكثر من 11 مليون متر مربع من المساحات الخضراء التي تم إنشاؤها في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى أكثر من 900 ألف شجرة. وتم افتتاح 11 حديقة عامة ذات مشاهد خلابة خلال هذا الوقت، بما في ذلك حديقة 5/6 التي تتميز بموقعها المثالي وحديقة بوكس النابضة بالحيوية وحديقة الغرافة العائلية التي تحتوي على أول ممشى مكيف في قطر.

 

أول مول

سابقاً: المول  (1997)

 

تم افتتاح مركز المول، وهو أول مركز تسوق في قطر، في أواخر التسعينيات. وأصبح منذ ذلك الحين وجهة رائعة وجذابة للمتسوقين بفضل بيئته الدافئة ومزيجه المريح بين المتاجر وأماكن تناول الطعام والترفيه. ولا يزال حتى اليوم أحد أكثر مراكز التسوق شهرة في المدينة ويمثل وجهة أساسية للتسوق العائلي.

حالياً: بلاس فاندوم وبرنتان 2022

شهد عام 2022 بعض الإضافات والوجهات اللافتة إلى مشهد التسوق الحيوي في قطر، حيث تم خلال شهري سبتمبر وأكتوبر افتتاح أول متجر لمجموعة برانتان الباريسية الشهيرة خارج فرنسا وكذلك مركز تسوق بلاس فاندوم الذي يتميز بتصميمه الفخم. وكلاهما أصبحا بالفعل من أشهر وجهات التسوق الفاخر، كما أصبحت النوافير الراقصة في بلاس فاندوم وكذلك باحته المكشوفة مركزاً رئيسياً للاحتفالات. 

 

أول شاطئ عام

سابقاً: شواطئ طبيعية جميلة

يوفر ساحل قطر الرائع ومياهه الصافية ورماله الناعمة للزوار مجموعة من أجمل الشواطئ الطبيعية الفريدة من نوعها في المنطقة. ويقع شاطئ الخور وسط غابات القرم في الجزيرة الأرجوانية، وهو يضم آلاف من الأشجار والشجيرات التي تحول المياه إلى ظل أرجواني مذهل عندما تكون في حالة ازدهار كامل، فيما تجعل تشكيلات الحجر الجيري النادرة شاطئ زكريت أحد أكثر مناطق التخييم جمالًا في البلاد.

حالياً: شواطئ الخليج الغربي (وست باي بيتش) (2022)

شهد شهر نوفمبر من عام 2022 افتتاح ثلاث وجهات شاطئية جديدة ومتميزة وهي شاطئ الخليج الغربي وشاطئ ب12 وشاطئ دوحة ساندز على امتداد الخط الساحلي لمدينة الدوحة. وعلى الرغم من أن الشواطئ الثلاثة هي شواطئ مثالية للعائلات بفضل وقوعها في وسط الدوحة وأسعارها المعقولة، فإن كل منها يوفر ملمساً ومظهراً فريداً.

 

أول أبراج قطر الشاهقة

سابقا: مجمع بيناكل ريزدنس 1995

من الصعب تخيل الدوحة بدون أبراجها الشاهقة التي تخطف الأبصار. ورغم أنّه صغير نسبياً قياساً بمعايير الشرق الأوسط المعاصرة، كان مجمع شقق بيناكل ريزدنس الذي يبلغ ارتفاعه 387 قدماً والذي تم افتتاحه في منتصف التسعينيات، بمثابة البداية لصعود العاصمة السريع إلى السماء.  

حالياً: فيرمونت الدوحة ورافلز الدوحة و"ذا نيد"  (2022)

فندق فيرمونت ورافلز الدوحة هما فندقان فاخران يواجهان بعضهما بعضاً عبر تصميم فريد ورائع الجمال ويبلغ ارتفاع كل منهما 692 قدماً. ويعتبر فيرمونت الدوحة نموذجًا متميزًا في التصميم حيث سيضم أطول ثريا في العالم، فيما أصبح فندق رافلز الدوحة يضم فقط أجنحة فائقة الفخامة تتميز كل منها ببهو ساحر ويوفر خدمة الخادم الشخصي. كما يقدم تجارب مأكولات فاخرة وعصرية عبر مطعم "ألبا" للشيف العالمي الشهير، إنريكو كريبا، والذي يقدم لضيوف المطعم الكمأ الأبيض اللذيذ الذي لا يوجد إلا في ألبا الإيطالية.

كما تم تدشين فندق The Ned الشهر الماضي بإطلالته المميزة على مياه الخليج الهادئة، وهو الفندق الأول من نوعه للعلامة البريطانية في المنطقة. ويمثل الفندق ونادي الأعضاء الحصري التوسع الدولي الثالث للعلامة التجارية بعد كل من لندن ونيويورك. وكان الفندق سابقاً يضم المبنى التاريخي لوزارة الداخلية في قطر.

 

الحديقة المائية الأولى

سابقاً: أكوا بارك 2010

تم افتتاح أول حديقة مائية في البلاد في العام 2010، وهي توفر لزوارها مسبحاً كبيراً يتضمن أمواجاً صناعية ونهراً بطيئاً ومنزلقات متنوعة رائعة. وهي لا تزال حتى اليوم واحدة من أشهر وجهات التسلية والمرح والمغامرة في قطر. 

حالياً: حديقة شلالات الصحراء للمغامرات والألعاب المائية

تعتبر حديقة شلالات الصحراء للمغامرات والألعاب المائية واحدة من أكبر المنتزهات الترفيهية في الشرق الأوسط وهي توجد داخل منتجع وفيلات شاطئ هيلتون سلوى بيتش. وتضم هذه الحديقة 25 لعبة ومنزلقاً والعديد من المرافق الترفيهية بما في ذلك برج تزلج "كينج كوبرا"، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن أجواء التسلية والمغامرة.  

ومن المقرر أيضًا افتتاح حديقة مريال للألعاب المائية التي ستضم أطول برج تزلج مائي في العالم في عام 2023.

المباني الأولى التي شيدت في اللؤلؤة-قطر

سابقاً: كوجيني  (2008)

تضم جزيرة اللؤلؤة-قطر، وهي جزيرة من صنع الإنسان، عشرة مناطق تم تصميمها على طراز مدن البحر المتوسط، وهي تعتبر مرادفاً للتسوق الفاخر والمأكولات الرائعة وحياة الفخامة. وفي عام 2008، شهدت الجزيرة أول متجر وهو "كوجيني"، الذي افتتح أمام الجمهور في بورتو أرابيا، مما سيمهد الطريق لاحقاً لحركة نمو كبيرة وسريعة عبر الجزيرة.

حاليا: (نادي كورينثيا لليخوت 2022)

لقد وجد ماضي قطر العريق في ركوب البحر وجهة عصرية يفاخر بها ويستحضر من خلالها إرثه القديم وهي نادي كورينثيا لليخوت، والذي تم افتتاحه مؤخراً في اللؤلؤة-قطر. ويقع النادي الذي يوفر تجربة حصرية وفاخرة لأعضائه على ضفاف الواجهة البحرية المتلألئة لبورتو أرابيا، مما يعزز مكانة اللؤلؤة قطر باعتبارها وجهة رائدة لعشاق اليخوت.

أول بطولة رياضية كبرى

سابقاً: بطولة قطر إكسون موبل المفتوحة (منذ 1993)

اشتهرت قطر باستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى منذ عقود ويعشق مواطنو قطر تشجيع الرياضة بشكل عام. وقد بدأت رحلة استضافة البطولات الرياضية في البلاد ببطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس في عام 1993، وهي تقام سنوياً في الدوحة منذ ذلك الحين.

حالياً: كأس العالم FIFA قطر TM2022  (2022)

اثني عشر عاماً مضت منذ فوز الملف القطري باستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2010، ولكنها كانت حافلة بخيال لا يعرف حدودًا وقصة صمود رائعة وعمل جماعي جبار، مما مكَّن في النهاية قطر الصغيرة في حجمها، ولكن القوية بإرادتها وعزمها، من استضافة أكبر حدث رياضي في هذا الكوكب، بل وتقديم أفضل بطولة كأس العالم في التاريخ. وقد أنشأت قطر ثمانية ملاعب أيقونية رائعة من الناحية المعمارية يتمتع كل منها بقصة مميزة يرويها من خلال تصاميمه، حتى وإن كان بعضها سوف يتحول إلى مرافق لخدمة المجتمع بعد إسدال الستار على البطولة التاريخية مثل مستشفيات ومدارس ومتاجر.  

أمورٌ كثيرة يمكن الاحتفاء والاحتفال بها هذا العام في قطر. ومع ذلك، سوف تواصل قطر للسياحة استراتيجيتها ونهجها في تعزيز عروض الترفيه والضيافة التي تقدمها قطر حتى عام 2030 وما بعده.